شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
شرح كتاب العظمة المجموعة الثالثة
83646 مشاهدة
الرد على من أنكر قصة يأجوج ومأجوج

...............................................................................


قد ذكر في بعض في هذه الأزمنة من ينكر هذا السد ومن ينكر يأجوج ومأجوج فيقولون: لا وجود لهم فقد طفنا الأرض شرقا وغربا شمالا وجنوبا ولم نعثر على هذا السد ولم نعثر على هؤلاء القوم الذين بهذه الصفة أو الذين بهذه الكثرة، فلو كانوا موجودين لما خفي أمرهم ولاطلع عليهم وكلام كثير نحو هذا، ولكن إذا عرفنا أن هذا السد قد ذكر في القرآن وأنه سد منيع يحجب هؤلاء عن الخروج وعن الفساد في الأرض فليس لنا أن نكذب به بل علينا أن نعتقد صحته .
ذكر الله تعالى عن ذي القرنين أنه قال: هذا من فضل ربي؛ يعني هذا الذي أعانه الله عليه فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ إذا جاء وعد الله فإن هذا السد يندك ويزول أثره ويصير مساويا للأرض الله أعلم متى يأتي هذا الوعد هل هو قد أتى أو أنه في المستقبل، ولكن هذا الدليل واضح في أنه في المستقبل وكذلك الحديث الطويل الذي في صحيح مسلم والذي فيه أنهم يخرجون في آخر الزمان وأنهم يشربون مياه الأرض التي يمرون بها، نصدق بذلك كما ورد في الأحاديث ولا نلتفت إلى قول من أنكر هذه القصة أو طعن فيها مع ثبوتها في القرآن.